المعهد العربي لحقوق الإنسان منظمة عربية غير حكومية، مستقلة، مقرها تونس تأسّست سنة 1989، بمبادرة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان، واتحاد المحامين العرب والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبدعم من مركز الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وهي المنظمة الوحيدة المتحصلة على جائزة اليونسكو الدولية لتدريس حقوق الإنسان سنة 1992.
يشتغل المعهد العربي لحقوق الانسان على تعزيز حقوق الانسان في المنطقة العربية وجعلها ممارسة يومية تكفل الكرامة الإنسانية للجميع دون ايّ تمييز. كما يهدف الى نشر ثقافة حقوق الانسان ومبادئها ومعاييرها والتربية عليها ببناء المعرفة واقتراح السياسات وتطوير التشريعات والمؤسسات وتطوير قدرات منظّمات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية والحكومية في هذا المجال.
عُمرُ المعهدِ العربيِّ لحقوق الإنسانِ سبعة و عشرون سنة، وهو تقريبًا عُمر حركةِ حُقوقِ الإنسانِ العربيّةِ. تأثَّرَ المعهد بهذه الحركةِ وأثَّرَ فيها بأشكالٍ مختلِفةٍ. في بدايةِ عهدِه، في البدايةِ، قامَ المعهدُ بإنجازاتٍ كبيرةٍ في مَجالِ رَفعِ قُدراتِ النّاشطاتِ والنُّشطاءِ في مجالِ حُقوقِ الإنسانِ والدِّفاعِ عنها والكشفِ عن انتهاكاتِها وإعدادِ التّقاريرِ وبناءِ الشّبكات للدّفاع عنها و دعمها. وقد ساهمَ المعهدُ في تخريجِ الآلافِ من المُدافعاتِ والمُدافِعينَ في أوضاعٍ سياسيّةٍ وأمنيّةٍ وقانونيّةٍ صعبةٍ جدًّا.
ثمّ دعّمَ المعهدُ هذا التّوجُّهَ باِنفِتاحِهِ على قضايا جديدةٍ، وتحوّلَ إلى مخبَرٍ لتجربةِ إدماجِ مفاهيمَ جديدةٍ وحُقوقٍ جديدةٍ في الخطابِ السّياسِيِّ والثّقافيّ العربيّ. فقد بادر المعهدُ بإدماج قضايا ذَوي الإعاقةِ وقضايا الأقلّيّات والنّساءِ والأطفالِ اللّاجِئين والمُهاجِرين في حركةِ حقوقِ الإنسانِ. كما درّبَ نُشطاءَ حقوقِ الإنسانِ على هذه المفاهيمِ.
و في مرحلةٍ أخرَى انتقل إلى مُواكبةِ حركةِ حقوقِ الإنسانِ بفتحِها على الحركاتِ الدّوليّةِ من أجل تعليمِ النُشطاء طُرُقَ التّشبيكِ وطُرُقَ الإعلام حول قضايا حُقوقِ الإنسانِ والتّأثيرَ في السّياساتِ. فقد عمل المعهد على وضع ا ِستراتِيجيّاتٍ لَدفعَ المجتمعَ المدَنِيَّ في عددٍ من البلدانِ إلى التّأثيرِ في السّياساتِ، سواءٌ كان ذلك في التّعليم أو في الصّحّةِ أو السّكنِ أو الوصولِ إلى الموارِدِ، أو في إصلاحِ الأوضاعِ السّجنيّةِ وإصلاح القضاء والإعلام وغيرها من القطاعات.
و قد ساهم المعهدَ في العُقودِ الثّلاثةِ الأخيرةِ، في بناء الوعي بحقوقِ الإنسانِ، كما ساهمَ في بناءِ حركةٍ عربيّةٍ لِحُقوقِ الإنسانِ تحدت كلَّ العراقيلِ من أجلِ أن تُصبِحَ جُزءًا من المطالبةِ بالحُرّيّاتِ في البلدانِ العربيّةِ
و مباشرةً بعد موجة الثورات العربية، بدأ المعهدُ التّفكيرَ في السّؤال الأساسيِّ وهو: ما موقع حقوق الإنسان وحركة حقوق الإنسان في مسارات الانتقال الصّعبة والمليئة بالتّحدِّيات؟ و كانت الإجابة أنّ لحقوقَ الإنسان فرصة تاريخيّة حتى تكونَ في جوهر عمليّة الانتقال، وأن لا تُهمَّشَ من جديدٍ في هذه المرحلةِ الاِنتقاليّةِ، ولذلك غير النعهد استراتيجيّتَه وأصبح نعتمد على مجموعة من المبادئ، ومن أهمِّها أن يكونَ جُزءًا من التّغيير وأن يساهِمَ فيه، و ان يحمِلَ البلدانَ العربيّةَ على بناء الدّولة المدنيّة والدّولة الدّيمقراطيّة التي تقوم على اِحترامِ الحرّيّة.
الحاصل على جائزة اليونسكو الدولية لتدريس حقوق الإنسان سنة 1992 .