يندرج مشروع المقر الجديد للمعهد العربي لحقوق الإنسان "دار السيدة" في إطار رؤية تعتبر أن حقوق الإنسان وثقافتها هي ملك لجميع الناس، فتقريب هذه الثقافة الحقوقية من كل الناس وخاصة أولئك الذين يعانون أصنافا عديدة من التهميش والاقصاء هو تجسيد لأهم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان وهو المساواة. وتندرج الرؤية كذلك في إعادة التفكير في زمن حقوق الانسان وفضائها. فنحن نعتبر أن تونس وغيرها من البلدان العربية قد دخلت زمن تحولات كبرى فيها مخاطر كبرى وتحولات عميقة تستوجب من حركة حقوق الإنسان أن تطور أدواتها للتفكير في هذا الزمن الجديد وأن تكون جزءا من هذه التحولات الكبرى لا على هامشها.
إنّ الحركة الحقوقية العربية مطالبة بأن تذهب إلى الناس وأن تعيد تعريف الفضاء فتكون قريبة من هموم الناس وقادرة أن تعطيهم أدوات للتأثير صلب القرار وفهم واقعهم والضغط من أجل تحقيق مطالبهم في حياة كريمة، فدار السيدة رسالة رمزية لكل حركة حقوقية بأن تفك العزلة على نشاطاتها وأن تصبح جزءا من حياة الناس.ويندرج هذا المشروع في اهتمام آخر مكمل لهذه الرؤية وهو سعي المعهد أن يكون له فضاء يستوعب أنشطة جديدة موجهة للشباب والأطفال خاصة في الأحياء المهمشة وأن يوفر المعهد فرصة للتفكير في أساليب استدامة المعهد وتطوير مناهج جديدة لتعليم حقوق الإنسان.
*من حوار للأستاذ عبد الباسط بن حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان، حقائق أون لاين، أوت 2016